"العصار".. كما عرفته

صباح الأربعاء 8/7

صَدَقَ الرئيس عبد الفتاح السيسى حينما وصف الراحل الفريق محمد العصار, وزير الدولة للإنتاج الحربى, فى نعيه, المنشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك", بأن "الفقيد كان من أخلص الرجال الذين خاضوا غمار التحدى من أجل وطننا العظيم".

الراحل فعلا كان من أخلص الرجال فى كل مواقفه, ورجل دولة من طراز فريد, وقيمة وقامة وطنية عظيمة.

عرفت الفريق محمد العصار منذ نحو 9 سنوات, حينما دُعيت إلى إحدى جلسات الحوار, التى كان يعقدها مع القوى السياسية والصحفيين وكبار الكتاب والمفكرين بكل أطيافهم بعد ثوره 25 يناير, ليستمع إليهم ويناقشهم, فى محاولة لوضع خريطة طريق تحافظ على الدولة المصرية, وتنأى بها عن مخططات الفوضى والتخريب.

كان هادئا بشوشا, منفتحا على كل التيارات, ومستمعا جيدا, ومحللا لكل التفاصيل الدقيقة, وفى الوقت ذاته, صارما فى مواجهة كل ما ينال من وحدة الدولة وسيادتها, وكاشفا لكل محاولات نشر الفوضى والعنف.

كانت الابتسامة لا تفارق وجهه, برغم حرارة النقاشات وسخونتها, وبتلك الابتسامة كان ينجح فى تحويل سخونة الحوار إلى هدوء واطمئنان.

ميزة العصار الأساسية أنه كان يقوم بمهام عظيمة, وفى الوقت نفسه، يبدو وكأنه لم يفعل شيئا, فهو بسيط وهادئ, ولا يجيد الحديث عن نفسه, أو دوره, فهو يهتم بمن حوله, ولا يهتم كثيرا بإبراز دوره أو مكانته.

صفات شخصية عظيمة لخصها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى نعيه لرجل وهب حياته لخدمة وطنه، وحكيما شارك فى مسئولية إدارة البلاد فى فترة عصيبة شهدت تحديات جسيمة كادت تعصف بالوطن.

جمع العصار بين صفات الضابط الكفء المنضبط, وخبرات السياسى المحنك, وخلفية المثقف الذكى, فكان تلك الشخصية الوطنية العظيمة, التى كانت محل تقدير الرئيس عبد الفتاح السيسى والدولة المصرية بكاملها.. وللحديث بقية.

Back to Top